كلمة الوفد الفلسطيني بمؤتمر اتحاد المجالس الاسلامية في اسطنبول


13/12/2021 10:59 م




شارك وفد من فلسطين أمس في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الـ 16 لاتحاد برلمانات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول.

وكان الوفد برئاسة رئيس اللجنة السياسية في المجلس الوطني خالد المسمار، ويضم أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني فتحي أبو العردات ود. فائد مصطفى سفير دولة فلسطين في تركيا، بلال قاسم، نجيب قدومي ودكتور فوزي سمهوري.

وفيما يلي كلمة الوفد الفلسطيني خلال الجلسة:"

السيد الرئيس .. السيد الأمين العام للاتحاد

السادة والسيدات رؤساء الوفود وأعضاء المؤتمر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

فإني أنقل لكم تحيات رئيس المجلس الوطني الفلسطيني الأخ سليم الزعنون وكافة أعضاء المجلس .. شاكراً للجمهورية التركية برلماناً وحكومةً وشعباً على حُسن التنظيم والاستقبال وكرم الوفادة.

إنني في هذه المرة سأتخلى عن دبلوماسيتي المعهودة وأحدثكم بصراحة ووضوح، بل وبقسوة أيضاً. لا تعجبوا / فقد طفح الكيل وما عاد الحديث الدبلوماسي ذا جدوى لأنني سأنقل لكم بأمانة رأي جماهير شعبنا الفلسطيني الرازح تحت نير الاحتلال وكذلك الذي في الشتات.

إخواني وأخواتي ....

​هجمة شرسة ومتواصلة منذ أكثر من مائة عام يتعرض لها شعبنا الفلسطيني .. فلو كان شعباَ آخر غيره لاندثر ولم يعد له أثر كما حصل لكثير من شعوب هذه الأرض.

​لكن أرضنا مباركة ومقدسة فهي أرض الرسالات / أرض الأقصى والقيامة والإسراء والمعراج فيها أمَّ رسولنا الكريم "صلى الله عليه وسلم" جميع الانبياء / وهي مهد المسيح عليه السلام.

​فيها شعبنا الجبار منذ آلاف السنين والذي كان يحلو لرئيسنا الراحل ياسر عرفات ان يدعوه بشعب الجبارين ناقلاً ما جاء في قرآنا الكريم على لسان بني إسرائيل "أن فيها قوماً جبارين وأنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها". لكننا لن نخرج منها، لذلك تجد المحتلين يتفنّنوا في محاولات القضاء على شعبنا دون جدوى: يطردون الناس من بيوتهم ويستولون عليها كما حدث في العام 1948 وكما يحدث الآن في الشيخ جراح وسلوان وغيرها من أراضي القدس، يزجون المئات في المعتقلات من شباب وأطفال ونساء وشيوخ. يسيطرون على الأراضي ويبنون فوقها المستوطنات .. يدمرون كل أثر يدل على عروبة وإسلامية ومسيحية هذه الأرض كما يجري في مقبرة اليوسفية ومقبرة مأمن الله، حيث يبعثر ويحطم جماجم شهدائنا وأمواتنا المسلمين وتسحق عظام صحابة رسولنا الكريم "صلى الله عليه وسلم" وما يجري في المسجد الإبراهيمي في الخليل ويدنسون الأقصى وقبة الصخرة ويعتقلون المصلين ويقتلعون أشجار الزيتون بل يسرقون جني الفلاح والمزارع وتعبه من ثمار الزيتون ... الشجرة المباركة في هذه الأرض المباركة "زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار".

لكن في المقابل فإن شعبنا يتصدى لهم بكل إباء وكرامة بصدوره العارية وبحجارته المقدسة سواء في القدس وضواحيها أو في قرية (بيتا) البطلة وبيت دجن وكفر قدوم وغيرها وغيرها من قرى ومخيمات نابلس والخليل وبين لحم ورام الله وجنين وطولكرم وقلقيلة وسلفيت.

ألا يحق لهذا الشعب الصامد والمرابط والمدافع عن أمته العربية الإسلامية واحرار العالم ألا يحق له أن يُدعم ويمدّ بوسائل الصمود والثبات فوق أرضه ومقدساته من قبل شعوبكم وأنظمتكم.

القدس وحدها بالمرابطين فيها تواجه هذا الصلف الصهيوني/ والدفاع عنها مسؤولية إسلامية جامعة وفرض على كل مسلم. نريد موقفاً إسلامياً واضحاً من كل برلمان ليضغط على حكومته وبلده. لا تتركونهم وحيدين ولدى حكوماتكم إمكانيات ضخمة لو جندت ونفذت على الأرض خاصة قرارات القمم العربية والإسلامية الخاصة بدعم القدس وفلسطين لانتهى التهويد والأسرلة المستمرة منذ احتلال القدس.

شعبنا في الخندق الأول للدفاع عنكم ولو سقط هذا الخندق ستسقط عواصم ومدن تعتقد أنها في مأمن من غدر هذا المحتل الغاصب الذي يحلم بدولة من النيل إلى الفرات كما هو مكتوب في مدخل الكنيست الصهيوني .. برلمانهم.

لقد جندوا (17) مليار دولار لتهويد القدس وحدها ويقوم على ذلك23 تنظيماً يهودياً في أنحاء العالم غير الدعم الأمريكي والأوروبي المستمر منذ إنشاء هذا الكيان الغاصب/ أليست القدس قدسكم؟ والأقصى قبلتكم الأولى؟ / الذي يُدنّس يومياً من قبل شذاذ الآفاق. والقدس تهود شبراً شبراً والأمة تغطّ في نوم عميق.

أما من صحوة عربية وإسلامية تلبي نداء أهل الأقصى والقيامة.. وتلبي نداء القدس تلبي نداء الحرم الإبراهيمي في الخليل ... تلبي نداء الأطفال المعتقلين في سجون الاحتلال والنساء والشيوخ وجثامين الشهداء من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهداء فلسطين في مختلف العصور؟؟ يا حيف هذه الأمة ؟؟.

الدولة الوحيدة في العالم التي تخالف كل الشرائع الدينّية والدنيوية والقوانين الدولية والإنسانية وميثاق جنيف وقوانين الحروب وتحتجز جثامين أعدائها هي الكيان الصهيوني.

الفلسطيني / حياً أو شهيداً يخيف سلطات الاحتلال وإلا فما معنى اعتقال جثمان الفلسطيني؟؟ لم يكتف الاحتلال باعتقال الآلاف في سجونه ومعتقلاته من أبناء شعبنا الفلسطيني من أطفال ونساء وشيوخ والحكم على الكثيرين منهم بمئات السنين وعشرات المؤبدات التي تصل في بعض الأحيان إلى (500) عام على سجين واحد فقط / نعم 500 عام ؟

لم يكتف الاحتلال بدلك بل زاد في قاموسه الإجرامي اعتقال جثامين الشهداء ! هذا دليل ليس فقط على الإجرام والغطرسة والجبروت والتلذذ في تعذيب أهالي الشهداء بحرمانهم من دفن فلذات أكبادهم / بل هو الخوف والجبن من شهيد وهو في قبره الذي يعتقله في مقبرة الأرقام أو الثلاجات في سابقة لم يشهد العالم لها مثلاً! أما الأسير الذي يستشهد داخل المعتقل بسبب الإهمال الطبي المتعمد لا يتم الإفراج عن جثمانه إلا بعد أن يقضي باقي محكوميته ولو لسنوات عديدة، وأين ؟ في ثلاجة الموتى تحت درجة 40 مئوية تحت الصفر، وعندما يفرج عنه يكون قالباً من الجليد .. يجب دفنه فوراً حتى لا يتمكن ذووه من وداعه بقبلة أو لمسة من أم أو أب أو أبن أو ابنة أو زوجة !

أما غزة فلها الله .. دمرت في حروب متعددة وشرد أهلها في بقاع الأرض وأكل السمك جثامين الكثير من الشباب الذي يغرق في بحر الهروب واللجوء والبعض الآخر يبحث عن لقمة عيشه لدى المحتل الغاصب !

ما الذي يجري ؟!

ماذا جرى لكم ؟!

حكوماتكم ترفع شعارات ولا أحلى ولا أجمل ؟!

فلسطين قضيتنا المركزية ؟!

القدس والأقصى أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل/ ومع ذلك يتم التطبيع مع من يدنس أولى القبلتين من أبناء جلدتنا، ويوقع اتفاقات عسكرياً وأمنياً مع من دمر حي المغاربة في القدس فوق رؤوس ساكنيه ويسلب القدس كلها !

الموت لإسرائيل!

أسمع جعجعة ولا أرى طحناً !؟ لا نريد شعارات ! نريدكم أن تكونوا معنا .. مع أنفسكم مع القدس .. مع فلسطين .

نحبكم .. والله نحبكم لأننا مؤمنون أنكم ستصحون يوماً ما ولن تخذلوننا وأرجو الله أن يكون ذلك قريباً فأمتنا أمة خير وعطاء ونبل ونخوة وستعيد للأقصى حريته وبهجته ويصدح أذان النصر من علا مآذنه وسنيعد للقيامة أجراس العودة الحزينة.

لنا الله...

ومن كان الله معه فمن عليه؟!".