جامعة النجاح الوطنية تعقد المؤتمر العلمي الدولي "فلسطين في العهد العثماني"


28/04/2022 02:57 م




عقدت جامعة النجاح الوطنية ممثلة بكلية الشريعة وقسم التاريخ والآثار في كلية العلوم الإنسانية يوم الثلاثاء الموافق 26/4/2022 المؤتمر العلمي الدولي بعنوان "فلسطين في العهد العثماني"، بمشاركة عدد من الشخصيات السياسية والدينية، والعلماء والباحثين من مختلف مؤسسات البحث والتعليم، ومؤسسات المجتمع المدني والوزارات والهيئات من مختلف الدول كفلسطين، والعراق، والمغرب وتركيا. وبحضور حشد واسع من الجمهور والإعلاميين والطلبة المهتمين.


وافتتحت فعاليات المؤتمر بعزف السلام الوطني وقراءة آيات عطرة من الذكر الحكيم، حيث ترأس الجلسة الافتتاحية د. حذيفة بدير، وشارك فيها كل من أ.د. عبد الناصر زيد، رئيس الجامعة، وأ.د. جمال الكيلاني، عميد كلية الشريعة ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، وسعادة د. أحمد ديمرير، السفير التركي في فلسطين، وبمشاركة سعادة د. فائد مصطفى، السفير الفلسطيني في تركيا، وأ. حسن توران رئيس لجنة الصداقة الفلسطينية في البرلمان التركي عبر منصة زووم، و أ.د. محمود مطر، رئيس اللجنة التحضيرية، وفضيلة الشيخ أحمد شوباش، مفتي محافظة نابلس، وفضيلة الشيخ عاطف صالح، مساعد وكيل وزير الأوقاف والشؤون الدينية.

افتتح المؤتمر أ.د. الكيلاني مؤكداً أهميته حيث يأتي استكمالاً للسلسلة المتواصلة من الأنشطة والإنجازات التي تقوم بها كلية الشريعة وبالشراكة مع الكليات والتخصصات المختلفة في الجامعة لخدمة القضايا المجتمعية والسياسية والتاريخية والاقتصادية، وتجسير العلاقة بين الجامعة والمجتمع والباحثين، وقدم أ.د. الكيلاني شكره لإدارة الجامعة ومجلس امنائها على دعمها المتواصل والدائم لمختلف الأنشطة والفعاليات العلمية في الجامعة.

وفي كلمته رحب أ.د. مطر بكافة الحضور والمشاركين، متحدثاً عن أهمية انعقاد هذا المؤتمر الذي يأتي محاولة لتغطية كافة الجوانب الثقافية، والاجتماعية، والتاريخية والحضارية خلال الفترة العثمانية التي أدت إلى تغيير جوهري في مجرى التاريخ، من منطلق علمي يعتمد الدليل، والتحري، والموضوعية والشفافية. مشيراً إلى أنه سيتم توثيق كل الملخصات والبحوث المقدمة في هذا المؤتمر في كتاب سيوزع على كافة المشاركين.

ورحب أ.د. زيد بالحضور الكريم مؤكداً حرص جامعة النجاح على عقد المؤتمرات العلمية في كافة حقول المعرفة؛ إيماناً منها بأهمية الارتقاء بالمستوى العلمي والفكري وتطوير المعرفة العلمية للمشاركين والمطلعين على هذه المؤتمرات، وأكد أ.د. زيد عمق ارتباط الأتراك وجدانياً بفلسطين والعلاقات التاريخية العريقة بين الشعبين الفلسطيني والتركي. آملاً تعزيز العلاقات الثنائية الأكاديمية والبحثية، وتوطيد التعاون بين البلدين وتنميته في شتى المجالات بما يحقق المصالح المشتركة لكلا البلدين الشقيقين.

وفي كلمته نقل الشيخ شوباش تحيات سماحة الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية، ووجه شكره لجامعة النجاح الوطنية على استضافتها للمؤتمرات العلمية الهامة، وأعرب عن فخره بالتقدم الذي تحققه الجامعة على المستوى العربي والدولي، راجياً أن يخرج هذا المؤتمر بتوصيات مفيدة وهامة ومحددة.

بدوره أشاد الشيخ صالح بمواقف تركيا المتجذرة تجاه القضية الفلسطينية ودعمها المستمر للشعب الفلسطيني لكي ينال حقوقه بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، موجهاً شكره لكافة مكونات الشعب التركي على موقفهم الثابت من القضية الفلسطينية.

وأشاد د. ديمرير بمتانة العلاقة الممتدة مع فلسطين وشعبها الأصيل، معبراً عن أمله في تعزيز هذه العلاقات في كافة المجالات والأصعدة، مؤكداً دعم ومساندة تركيا حكومةً وشعباً للفلسطينيين ولأرضهم، خاصة في ظل ما تتعرض له مدينة القدس من احتلال وتهويد.

من جانبه، أكد د. مصطفى عمق العلاقات التركية الفلسطينية منذ القدم، وأن مثل هذه المؤتمرات من شأنها أن توطد العلاقات على كافة الأصعدة كونها تهدف لبناء جسور تواصل والتقاء لمختلف الباحثين والعلماء للمضي قدماً نحو وضع وصياغة رؤى وخطط علمية منهجية هادفة.

وأوضح أ. توران أن الأواصر التاريخية والحضارية بين تركيا وفلسطين تجمع اليوم باحثين وعلماء في كافة المجالات العلمية ومن أكثر من مؤسسة تعليمية تركية وفلسطينية وعربية؛ لتقريب وجهات النظر المبنية على أسس علمية عميقة وإنتاج معرفة نوعية جديدة.

وهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على الجوانب الحضارية المختلفة للحكم العثماني في فلسطين (سياسية، واقتصادية، واجتماعية ودينية)، والترويج للآثار العثمانية في فلسطين واقتراح مسارات سياحية خاصة بهاـ وإبراز الاهتمام التركي بمدينة القدس خاصة وفلسطين عامة؛ إضافة إلى دراسة العلاقات الفلسطينية - التركية ودورها في دعم القضية الفلسطينية وتحقيق المصالحة الداخلية، والخروج برؤى واضحة وقرارات محددة تحاول تقديم معالجات عميقة للأبعاد المتعلقة بالمؤتمر ومحاوره.‏

هذا وشملت محاور المؤتمر مواضيع عدة منها: فتح القدس سقوطها واحتلالها، ومكانة القدس في العهد العثماني: سليمان القانوني وإنجازاته المعمارية، والحملة الفرنسية على فلسطين وفشلها، والسلطان عبد الحميد ويهود الدونمة والنهضة التي أرساها عبد الحميد الثاني في فلسطين، وخط سكة حديد الحجاز: الهدف منه ووضعه الحالي، والحرب العالمية الأولى والمقاومة الباسلة من العثمانيين والأهالي، والإنجليز وتأسيس دولة إسرائيل، والآثار العثمانية في فلسطين.

وتكون المؤتمر من أربع جلسات علمية حيث أدار الجلسة الأولى د. علاء مقبول، بعنوان القدس في العهد العثماني. والجلسة الثانية بعنوان السلطان عبد الحميد والنهضة في فلسطين أدارها د. محمد الخطيب. وأدار الجلسة الثالثة أ.د. محمود مطر بعنوان فلسطين ما بعد الخلافة. والجلسة الرابعة بعنوان دور الدولة العثمانية في النهضة القانونية والمالية أدارها أ.د. عبد الناصر نور.

وأبرزت نتائج المؤتمر أهمية ودور الثروة العلمية والحضارية العثمانية في تنمية وتخطيط المدن الفلسطينية وخاصة مدينة القدس، ومدى اهتمام السلطان سليمان القانوني بفلسطين عامة وبمدينة القدس خاصة من خلال المشاريع التنموية والخطط الحيوية، وأوضحت موقف السلطان عبد الحميد الثاني وصده لكل محاولات السيطرة على مدينة القدس من قبل الصهيونية.

كما وخرج المؤتمر بعدة توصيات منها: ضرورة تفعيل الاتفاقيات الثنائية بين دولة فلسطين والجمهورية التركية بما يعزز الوجود الإسلامي في القدس وفلسطين، وإعادة ترميم المعالم التاريخية والأثرية العثمانية لتظل شاهداً على الحضارة العثمانية في فلسطين، وفتح المجال للمشاريع التنموية والخطط الاستراتيجية في المدن الفلسطينية.

وبما يخص سكة حديد الحجاز أوصى الباحثون بإعادة ترميم محطاتها وجعلها مزاراً للسياحة؛ إضافة للتركيز على المواقع الأثرية وحمايتها من السرقات والإتلاف من قبل أناس غير مسؤولين، وتشكيل لجان من ذوي الاختصاص لإقامة علاقات ثنائية مع الجامعات التركية وكليات الشريعة بما يخدم التبادل الثقافي بين البلدين.