في ذكرى النكبة.. السفير الفلسطيني بأنقرة يدعو الأتراك إلى الزحف صوب القدس
15/05/2017 09:27 م
دعا السفير الفلسطيني في العاصمة التركية أنقرة، فائد مصطفى، اليوم الإثنين، المواطنين الأتراك إلى "الزحف بالآلاف إلى زيارة مدينة القدس للتأكيد على عروبية وإسلامية هذه المدينة".
وفي لقاء مع "الأناضول" على هامش فعاليات إحياء الذكرى الـ(69) لنكبة فلسطين، قال السفير: "القدس تستقبل الأتراك، وترحب بهم دائما بكل حب، وشعب فلسطين يحبكم ويشاطركم الحاضر والمستقبل، وزيارتكم تحمل رسالة دعم قوية للشعب الفلسطيني".
ويُطلق الفلسطينيون تعبير "النكبة" على عملية تهجيرهم من أراضيهم على يد "عصابات صهيونية مسلحة"، عام 1948، ويحيونها في 15 مايو/أيار من كل عام، بمسيرات احتجاجية وإقامة معارض تراثية تؤكد على حقهم في العودة لأراضيهم، وارتباطهم بها.
وعن تاريخ "النكبة"، قال مصطفى: "النكبة هي اليوم الذي تغيرت فيه حياة الشعب الفلسطيني. المصطلح يشير بصفة عامة إلى حدوث كارثة ما لشعب ما أو دولة ما، من قبيل الكوارث الطبيعية، لكن ما حدث للشعب الفلسطيني في 1948 بفعل الإنسان فاقت نتائجه السلبية والتدميرية كل الكوارث الطبيعية التي عرفتها البشرية".
وأضاف: "في عام 1948 كان يعيش في فلسطين ما يقارب مليون و 400 ألف فلسطيني، ونتيجة لحروب العصابات الإسرائيلية جرى تهجير ما يقارب من 800 ألف فلسطيني من مدنهم وقراهم، وأصبحوا لاجئين في الدول المجاورة وداخل فلسطين".
وأوضح أن في شهور "النكبة" تم احتلال 78 بالمئة من أراضي فلسطين، وتدمير ما يزيد عن 531 قرية فلسطينية، من قبل العصابات الصهيونية، فضلا عن ارتكاب ما يزيد عن 70 مجزرة.
وعن تاريخ إحياء ذكرى "النكبة"، أشار مصطفى إلى أن الممارسات الإسرائيلية كانت تهدف إلى "شطب الشعب الفلسطيني، وتحويل قضيته إلى مجرد قضية إنسانية، أو قضية لاجئين دون أي بعد سياسي".
وأردف قائلا: "لكن في عام 1965 انطلقت الثورة الفلسطينية المعاصرة التي قادت النضال الفلسطيني، والتي بدأت تعمل على إحياء هذه المناسبة لتذكير العالم بحقيقة المأساة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني، ومن ثم بدأ أحياء الذكرى السنوية".
ولدى سؤاله عن أهمية إحياء ذكرى "النكبة"، قال مصطفى: "إحياء النكبة يعني تجديد ارتباط الشعب الفلسطيني بأرضه، ومواصلة نضاله حتى تحقيق العودة، إلى جانب احتوائها على رسالة للمجتمع الدولي مفادها أن مأساة هذا الشعب لم تنته به".
وأكد أنها تعد تذكيرًا للمجتمع الدولي بمسؤولياته التي يجب أن يتحملها في إعادة الحق إلى هذا الشعب الذي ظلم.
وأضاف: "خصوصا أن النكبة جاءت نتاجا لعملية تآمر دولي مورست بحق الشعب الفلسطيني".
السفير الفلسطيني أوضح أيضا أن إحياء ذكرى "النكبة" يعني أن كافة الشعوب العربية والإسلامية والمحبة للسلام لن تترك الشعب الفلسطيني وحيدا، وأنها ستواصل الوقوف إلى جانبه، وتعيد التأكيد في كل عام على هذا الدعم.
وحول سعي إسرائيل لإعاقة إحياء ذكرى "النكبة"، قال مصطفى: "إسرائيل تشعر بأن هذه الفعاليات موجهة ضد سياستها وناقدة لها؛ ما يدفعها لسن قوانين تهدف إلى منع إقامة هذه الفعاليات، وبالذات داخل إسرائيل في أوساط فلسطينيّ 1948".
وتابع: "تهدف إسرائيل إلى إخفاء هذه الجرائم التي ارتكبوها بحق شعبنا، هم يريدون محوها من ذاكرة وسجلات التاريخ".
وأضاف: "إسرائيل كانت تعتقد أنه كلما مرت السنوات على النكبة، كلما أتيح لها المجال لتخفي هذه الجرائم، ومن أبرز الأدلة على ذلك مقولة غولدا مائير (رئيسة وزراء إسرائيل بين عامي 1969 - 1974) (صغارهم سوف ينسون وكبارهم سوف يموتون)، كانوا يراهنون على أن الزمن سينسي الصغار جذورهم، وسيموت الكبار وتنتهي القضية".
وأردف: "لكن خاب ظنهم، فإن مات الكبار فإن أحفاد الصغار لازالوا متمسكين بأرضهم وحقوقهم الوطنية والشرعية، وهذا بالتحديد ما يزعج إسرائيل ويربك حساباتها".
وبخصوص العلاقات التركية الفلسطينية، قال مصطفى: "هي علاقات أخوية، بين شعبين شقيقين، تربطهما معا روابط كثيرة، اجتماعية ودينية وسياسية؛ فنحن عشنا معا تحت مظلة دولة واحدة (الدولة العثمانية) لمدة فاقت 400 عام، ونحن نشعر أننا شعبان في مركب واحد، نحزن لحزن بعضنا ونفرح لفرح بعضنا".
كما أكد مصطفى خلال حديثه أن "النكبة" لا تزال مستمرة، وقال: "السلوك الذي مارسته إسرائيل منذ 1948 لم يتوقف، ونفس الممارسات لا تزال تحدث حتى هذه اللحظة؛ فالعقلية التي حكمت الجماعات اليهودية في ذلك الوقت لا تزال تتصرف بنفس الطريقة".
وفي ختام اللقاء أكد مصطفى أنه على الرغم من مرور 69 عاما على "النكبة"، لكن الشعب الفلسطيني لا يزال أكثر إصرارا من أي وقت مضى؛ من أجل الحصول على كافة حقوقه الوطنية المشروعة.