الرئيس بمؤتمر صحفي مع أردوغان والعثيمين: سنذهب إلى مجلس الأمن لإبطال إعلان ترمب


14/12/2017 08:09 م




 قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس سنذهب إلى مجلس الامن لإبطال اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف في القدس عاصمة لإسرائيل.


وأضاف الرئيس محمود عباس في مؤتمر صحفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والأمين العام لمنظمة التعاون الاسلامي يوسف بن أحمد العثيمين، اليوم الأربعاء، انه حسب ميثاق لأمم المتحدة 3/27، فإنه يسمح لنا أن نقدم مشروعا في مجلس الأمن، لا تستطيع أميركا التصويت عليه.


وأكد أن هذه  القمة نعتبرها من أهم القمم الاسلامية الناجحة التي حصلت وتناولت موضوع في منتهى الخطورة والأهمية حول القدس الشريف وقرار الولايات المتحدة الأميركية بنقل سفارتها من تل ابيب إلى القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل.


وقال: هذا القرار مناقض لقرارات الأمم المتحدة وبالذات قرارات مجلس الامن التي وافقت عليها الولايات المتحدة الاميركية وتحرم نقل السفارات الى القدس، ومع ذلك قامت بنقل سفارتها ما أثار ردود فعل عنيفة ومظاهرات في كل العالم والاستنكارات من كل المجتمعات على رأسهم اعضاء مجلس الأمن، وكان لا بد من افعال تقوم بها الامة الاسلامية وجاءت هذه القمة من قبل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وسارع بعقدها واتخذت عدة قرارات".


وقال الرئيس: سنذهب للجمعية العامة ولمجلس الامن، من أجل الحصول على عضوية كاملة لدولة فلسطين.


وشدد الرئيس على ان أميركا لم تعد وسيطا نزيها لنا، ولا نقبل بها كعرب وكمسلمين، ولن نعد نقبل بوسيط لا تتوفر فيه أبسط الشروط التي  تؤهله ليكون وسيطا نزيها وغير منحاز لإسرائيل.


وتحدث سيادته حول السؤال الاخطر ماذا يمكن أن تقدم الامة الاسلامية للقدس فقطيعة القدس ليس حلا فكيف تقاطع القدس وتريد أن تحميها وتعزز موقفها وهناك فرق كبير بين التطبيع وزيارة القدس، فزيارة السجين  ليست كزيارة السجان  واذا اردنا أن نحمي القدس يجب دعمها بمشاريع ملموسة وحساسة تبقيهم على قيد الحياة  في الوقت الذي  تجبرهم  اسرائيل على الرحيل، ونحن لا نريد القدس حجارة فقط فهي اولى القبلتين وثالث الحرميين وعلينا المحافظة على الناس بدعمهم ومساندتهم وتقوية وجودهم  وهذه مهمة الامة الاسلامية والمسيحية ففلسطين بلد اسلامي مسيحي والمسيحيون لهم بالقدس وبيت لحم  وهذا مكانهم الوحيد المقدس.


وشكر سيادته كل من وقف معنا من بابا الفاتيكان وكل القيادات الروحية المسيحية، قائلا: "المسلم والمسيحي يصلون سويا بالقدس بالقرآن والانجيل تعبيرا عن وحدة الشعب، وهذا البلد لنا ولهم".  


كما شكر الرئيس نظيره التركي رجب طيب أردوغان على عقد هذا القمة الناجحة الناجزة والعظيمة بكل ما جرى فيها.


 


أردوغان: القدس هي عاصمة دولة فلسطين وستبقى كذلك


من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن سبب وجود المنظمة هو الحفاظ على القدس وحماية مقدساتها، واليوم عقدت هذه القمة الطارئة ضمن إطار عمل هذه المنظمة.


وأعلن الرئيس التركي، أن "عاصمة دولة فلسطين من الآن فصاعدا هي القدس وستبقى كذلك". وأضاف، "أؤمن بأننا أرينا للعالم كله مجددًا من خلال هذه القمة التاريخية، وخاصة أصحاب القرار، بأن القدس ليست لوحدها".


وشدد أن "الإدارة الأميركية أعلنت قرارها غير الأخلاقي وغير المنطقي، رغم كل التحذيرات"، وأنه لا قيمة عندنا للإعلان.


وأكد أن أميركا فقدت الحياد ولم تعد طرفا محايدا أو نزيها، لذلك فإنه لا يمكن أن تكون وسيطا، ودورها كوسيط في عملية السلام قد انتهى، وسنتشاور فيما بيننا لمن سيكون مؤهلا ليكون وسيطا، مع إمكانية التوجه للأمم المتحدة لتكون وسيطا حتى يتم الاستمرار في عملية السلام.


وعرض أردوغان، خلال المؤتمر الصحفي، خارطة فلسطين التاريخية، وكيف بدأت المساحة المخصصة للفلسطينيين تتقلص تدريجيا، حيث جاء التقليص الأول بعد قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة عام 1947، ثم بعد الاحتلال عام 1967، ثم الوضع هذه الأيام، حيث استولت على جل الأراضي الفلسطينية، وتواصل الاستيلاء على مزيد من الأراضي لأن هذا هو المنطق الذي انطلقت منه الرؤية الصهيونية.


وبين أن الإعلان الأميركي يضفي شرعية على الاحتلال والسياسية الصهيونية التي تنتهك الحقوق الفلسطينية، وأن قمة اليوم تؤكد وحدة العالم الإسلامي من جديد فالمسلمون ليسوا ضعفاء، ويكفينا ما دام أطفال فلسطين يسيرون برؤوس مرفوعة، نستلهم منهم العزة وندعو لهم بالنصر والتمكين. وعرض صورة الطفل المكبل الذي اعتقله أكثر من 20 جنديا في مدينة الخليل قبل أيام.


وقال: سنبدأ بحملة عامة لدعم فلسطين والقدس وسنسخر كل إمكانياتنا من أجل القدس، وليس لأميركا حق في قرارها ولنا الحق في الدفاع عن القدس، ونعلم أن الهجمات الإسرائيلية تستهدف كل فلسطين وليس القدس فقط، ونعلن أن القدس عاصمة دولة فلسطين وستظل كذلك، وندعو جميع الدول للاعتراف بالقدس عاصمة دولة فلسطين المحتلة، ونجدد دعمنا القاطع للفلسطينيين.


وأوضح أن القرار الأميركي آذى كل من لديه ضمير في العالم، ولا يوجد هناك من يؤيد الإعلان، كما أنه إعلان استفزازي ويشرع خطوات دولة الاحتلال، وهو معاقبة للفلسطينيين الذين يسعون دائما إلى السلام.


وبين أن العالم الإسلامي يعتبر القدس مركزية ولا يمكن تحقيق السلام في العالم إلا بعد تحقيق السلام في القدس وغزة والضفة.


وأشار إلى الاتصالات التي قام بها في أعقاب الإعلان، وموقف الرئيس الفنزويلي والعاهل الأردني وبابا الفاتيكان، حيث قام البابا باتصالات مع زعماء العالم المسيحي وكان موقفه قريب من مواقفنا.


وشدد أن هذه القمة تؤكد أن القدس ليست وحدها، ونحن نحذر من أية إجراء يأخذ المنطقة إلى منطقة النار، وهذا الإعلان الأميركي من شأنه أن يؤجج ويشعل النار في المنطقة، ويشجع المتطرفين.


وقال إن علينا أن نستمر على موقفنا وأن القدس خط أحمر بالنسبة لنا، ورغم تحذيراتنا المتكررة فإن أميركا أقدمت على الإعلان غير الشرعي وغير المنطقي، ونحن نقول إن القرار لا قيمة له وهو في حكم المعدوم، وترمب يعزف ويغني وحده، وهذا القرار يعني عدم الاعتراف بحقوق الفلسطينيين.


وأوضح أن القمة عقدت بحضور أكثر من خمسين دولة، وكان هناك قادة ورؤساء حكومات من خارج المنظمة، وكانت القمة ناجحة ومثمرة، وأريد أن تبقى هذه الصورة مصدر عبرة لنا جميعا، وهي "تعتبر رسالة تاريخية للإعلان عن الخطأ الكبير الذي ارتكبته أميركا ونأمل أن تتراجع عنه، ونصرّ على أن عقد القمة كان أمرا مهما جدا".


وأشار إلى القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، بخصوص فلسطين والقدس، والتي وقعت عليها أميركا، متسائلا: "فهل نفهم من قرارا ترمب أنه لا يعترف بقرارات وقعت عليها بلاده أم أنه يسير بشكل فردي"، وهل تقف يا ترمب جنب هذا البلد الذي يمارس الظلم والإرهاب".


وقال إن "القدس قبلتنا الأولى ومدينة الأنبياء وشقيقة مكة والمدينة، والقدس إرث مشترك للمسلمين جميعا، وسنقف لجانب القدس على أساس القانون والشرعية الدولية، وسنستمر في نضالنا حتى ينتهي الاحتلال وتتراجع أميركا عن قرارها ويعيش الفلسطينيون في بلدهم بأمان".


وأكد أن العالم الإسلامي لن يتراجع عن المطالبة بإقامة دولة فلسطين، وسيتواصل النضال وفي كل المحافل الدولية، وسنستمر بالتمسك بالقضية الفلسطينية، وعلى مستوى الإعلام والمنظمات التي نملك عضوية فيها.