أحيت سفارة دولة فلسطين لدى الجمهورية التركية، بالتعاون مع وزارة الخارجية التركية، وبعثتي الأمم المتحدة والجامعة العربية لدى تركيا، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني بفعالية كبيرة في العاصمة أنقرة، وسط حضور كبير من رجال الدولة الرسميين، وسفراء الدول العربية والأجنبية، وممثلي المجتمع المدني التركي والجالية الفلسطينية والمؤسسات الفلسطينية في تركي، والجاليات العربية، والإعلاميين العرب والأتراك.

وابتدأت الفعالية بالوقوف دقيقه صمت حدادا على أرواح الشهداء، وعزف النشيدين الوطنيين الفلسطيني والتركي، ثم بعرض فيلم وثائقي بعنوان 67، والذي يعرض ممارسات إسرائيل العدوانية على الشعب الفلسطيني وأرضه.

وقرأ رئيس بعثة الأمم المتحده لدى تركيا كمال مالهوترا ، رسالة الأمين العام بان كي مون في هذه المناسبة والتي عبر فيها عن القلق الشديد إزاء ما يحدث من انتهاكات في الأماكن المقدسة في القدس، مؤكدا على ضرورة المحافظة على الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف تماشيا مع الاتفاقيات المبرمة.

وأشار في رسالته إلى شعور أبناء الشعب الفلسطيني بالسخط العميق من هذا الاحتلال الإسرائيلي المستمر. كما أشار الى التطورات الايجابية التي حدثت في السنوات الأخيرة، ومنها انضمام دولة فلسطين الى الأمم المتحدة بصفة دولة مراقبة غير عضو، والى رفع العلم الفلسطيني الى جانب أعلام الدول الأعضاء، لكنه أشار في الوقت نفسه الى أن كل ذلك  غير كاف لإعطاء الطمأنينه لأبناء الشعب الفلسطيني في أن الحياة في المستقبل سوف تتغير للأفضل.

وتحدث رئيس بعثة جامعة الدول العربية لدى تركيا السفير محمد الفاتح الناصري، فقرأ رسالة الأمين العام للجامعة نبيل العربي بهذه المناسبة، استعرض فيها ممارسات الاحتلال الإسرائيلي البشعه ضد أبناء الشعب الفلسطيني، ومن بينها الإعدامات الميدانية بحق الأبرياء من النساء والأطفال، وهو ما يزيد من وتيرة الإرهاب الذي تمارسه سلطات الاحتلال والمستوطنون المتطرفين. 

وشدد على ضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ، مشيرا الى أن هذا الاحتلال يمثل سببا رئيسيا في انتشار الجماعات الارهابية والفكر المتطرف في المنطقة، وذلك نتيجه عدم التوصل الى حل عادل ودائم وفق مبادئ الشرعية الدولية ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وقرأ نائب وزير الخارجية التركي ناجي كورو، رسالة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والتي أكد فيها دعمه الشخصي ودعم الشعب التركي للشعب الفلسطيني ضد الظلم والدمار والاحتلال، وأشار الى أن الأمنية الكبرى للأتراك هي ايجاد الحل العادل للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967 .

كما استنكر الرئيس أردوغان في رسالته، ممارسات إسرائيل ونشاطاتها الاستيطانية، وكذلك استفزازاتها المتواصلة في القدس وفي محيط المسجد الأقصى المبارك، وقال إن مثل هذه التصرفات الاستفزازية تزيد من التوتر ليس في فلسطين فقط بل في المنطقة بأكملها. كما عبر عن التمسك بالتضامن مع الشعب الفلسطيني ومحبته الشخصية القلبية للشعب الفلسطيني.  

وفي كلمته، شكر سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية التركية فائد مصطفى، كافة الحضور، وأكد أن الشعب الفلسطيني يستمد إيمانه الذي لا يتزعزع من عدالة قضيته، ومن دعم وتضامن كل الأشقاء والأصدقاء والحريصين على نجاح عملية السلام، ويثق بأن تجديد وتأكيد هذا الدعم والتضامن لشعبنا في هذا الوقت بالذات،  يعزز من الصمود، ويدعم الموقف الفلسطيني والجهود الصادقة لإقامة السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة.

وبعد ان استعرض السفير مصطفى مجمل ممارسات اسرائيل العدوانية ضد شعبنا الفلسطيني وأرضه ومقدساته،  أكد أننا شعب مصمم على أن يعيش في دولة له تحت الشمس، دولة حرة مستقلة بكامل السيادة، ولن نقبل بأقل من حقوقنا الوطنية كاملة كما عرفتها الشرعية الدولية، وأن لا شيء في حياتنا جدير بأن نقاوم ونضحي من أجله سوى الحرية والكرامة.

واختتمت الفعاليه بقصيده 'عابرون في كلام عابر' للشاعر الكبير محمود درويش، ألقتها الطفلة دانيا مصطفى.

وجرى على هامش الفعالية، التي أدارت فقراتها الإعلامية فاطمة حسين الكبير، توزيع المطبوعات المختلفة على الحضور، والتي منها ما يعرض معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وأخرى عن القدس والمسجد الأقصى ومكانته الدينية.

المصدر: وكالة معا